21 ربيع الثاني 1447 هـ   14 تشرين الأول 2025 مـ 6:40 مساءً كربلاء
سجل الايام
القائمة الرئيسية

2025-10-02   93

حين يشهد العلم بقيومية الله


الشيخ مقداد الربيعي

في الإسلام نحن نؤمن بقيومية الله، فالله قيوم السماوات والأرض بمقتضى قوله تعالى: (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ..) البقرة: 255، وهو ما أكدته اليوم فيزياء الكم؛ ولنشرح ذلك بشيء بوضوح، فكما هو معروف ان فيزياء الكم تبحث في أحوال الجسيمات تحت الذرية من الكترونات وبروتونات وما هو أصغر، ويعبرون عن خصائص الجسيمات فيها كمكان الجسيم بـ"الدالة الموجية" ومن الثابت في فيزياء الكوانتم ان الدالة الموجية تضع احتمالات كثيرة جداً لمكان الجسيم، بحيث يستحيل تحديد مكانه او سرعته الآن او بعد ثانية واحدة. وهذا ما يعرف بـ"مبدأ عدم اليقين" .
وبناء عليه .. فالكون بكل ما فيه من أجسام مما دون الذرة الى المجرات الهائلة لا يمكن التنبوء بحركته بعد ثانية واحدة، بعبارة أوضح: حرفياً يمكن أن ينهار الكون في أي لحظة، ومن دون أسباب معروفة، فانهيار السماوات وتشقق الكواكب وتفجر المجرات هو احتمال كوانتي كمي قائم في كل لحظة!
من هنا نفهم قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) فاطر: 41.
وهو ايضاً ما اعترف به كبار علماء الفيزياء النظرية، حتى الملحدين منهم كستيفن هوكنك، حيث يقول في كتابه التصميم العظيم: «من الممكن أن يتحول القمر في بعض العصور الى قطعة جبن؛ في أي لحظة يمكن أن يحصل هذا الأمر، لكنه ليس كذلك الآن.. وهو خبر سيء للفئران». 
ويقول أيضا: «البعض يتخيل ان هذا خيال علمي، لكنه ليس كذلك».
ليس العجيب في أن الكون قابل للانهيار في أي لحظة، وانما العجيب هو بقاءه ثابتاً مستقراً يسير على قوانين وسنن ثابتة!!
فثبات الكون واستقراره بكل ما فيه من جسيمات لا يمكن التنبؤ بحركتها وسرعة جزيئاتها ولا يوجد ضمان ـ بحسب فيزياء الكم ـ لاستمرارها على وتيرتها هو أحد آيات الله سبحانه وتعالى وبرهان واضح على قيوميته لكل عالم الوجود، وإلا فما هو سبب هذا البقاء والثبات والاستقرار؟!

كما أن هذه الحقيقة تكشف بما لا يقبل الشك أن الكون له إله واحد، وقوة مؤثرة واحدة، تسيطر على جميع أجزائه وجزيئاته، ولو كان له مؤثر فاعل آخر لظهر الاختلاف والاضطراب في الكون، قال تعالى: (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ) الأنبياء: 22.

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع (الإسلام ...لماذا؟) - 2018 م